leftسؤال: مَنْ نَحنُ؟ جواب: نَحْنُ الذين لم نَنَحَنِ... ولم نترك لعاصفة أن تقتلعنا، أو لسيل أن يجرفنا، أو لبركان أن يحرقنا، فجذورنا ممتدّة في الأرض حتى آخرها، ومنابتنا خصبة تُعيد إنتاج نفسها، ووظهورنا باقية ما بقي الزنمن، وأصولنا تطاول السماء التي لا يطالها شيئ. مَنْ نَحْنُ؟ نَحنُ عُتقاء أزمان العبودية ببشارة عيسى وسيف وعقل وعمل مُحَمّد، الخارجين على قوانين القهر وومارسات الذلولية، المارقين من حدود القيود إلى فضاءات الحريّة، المهاجرين من أرض إلى أرض إلى أرض إلى الأرض، فأرضنا أرضنا، ولا نهاجر منها إلاّ لنحلّ فيها، ونولد فيها ونلد فيها. ونحن عنقاء التحقّق، لا ثالثة المستحيلات، نحن الأنثى التي يعانقها الغيم فيأتي مطر، والغيم الذي يصعقه عنق فيأتي الحبّ، ونحن نحن كما شاء لنا خالقنا، أصحاباً للأخلاق، مصادقين الوفاء، متوحّدين مع الحقيقة، ما استطعنا إليها سبيلاً. بدأت مسيرة هذا الموقع مع المؤسس إبراهيم سكجها، في يافا فلسطين، قبل إثنين وستين عاماً، وتواصلت معه في القاهرة والقدس وعمّان ودبي، وعمّان دوماً، وتواصلت معه وبعده مع نجله باسم في القدس وعمّان والقاهرة ودبي، وعمّان دوماً، وتتواصل مع حفيده إبراهيم إلى ما شاء الله لها الوصل بيافا... فيا زمان الوصل، هل تنسى رفاقاً كانوا حبّات مسبحة إبراهيم، وهو خيطها الحريري الجامع؟ ولو ذكرناهم لطالت السطور وضاقت الصفحات، ولكنّّم موجودون في صفحات الموقع، في موادّه اليومية، والأرشيفية، ولا يبقى سوى ناظم واحد للصفحات، وجامع واحد لهذه الحلقة لوسطى، يستأهل منّا القبلة: جبل اللويبدة، ذو الياسمين والليمون والأراصية والقرنفل والغاردينيا، وتلك النبتة التي سمّي على إسمها: اللويبدة، فانقرضت خجلاً من العمران، وها نحن نستعيدها، ونعيدها إلى الوجود. لسنا نقول، سوى: دخول اللويبدة، ليس مثل الخروج منه، أبداً!
left |