أبرز نتائج الإنتخابات: تقلص تواجد الأردنيين من أصل فلسطيني إلى الحدود الدنيا
left
قال محللون سياسيون لـ"اللويبدة" إنّ أبرز نتائج الإنتخابات النيابية الأردنية تأتي في تقلّص حجم تواجد الأردنيين من أصل فلسطيني في مجلس النواب المقبل إلى الحدود الدنيا، وأرجعوا الأمر إلى إستنكاف نسبة كبيرة من هؤلاء عن الترشيح والإقتراع.
وإستبعد المحللون أن يكون السبب في تدخلات رسمية من أيّ نوع قبل أو أثناء الإنتخابات، وأضافوا أنّ الأردنيين من أصل فلسطيني قد يكونون في حالة توجيه رسالة سياسية ضمنية بأنّهم ضدّ ما أثير من حملات تتعلّق بالوطن البديل، وليسوا في وارد إحتلال مساحة سياسية قد تكون محلّ شكّ أو إتّهام.
وكانت أثيرت حملات مؤخراً في وسائل إعلامية خارجية وداخلية، على أرضية تصريحات سياسية أميركية وإسرائيلية حول حلول سياسية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، وتتعلق بمسألة الوطن البديل، ولاقت إستنكارات واسعة.
ويذكر أنّ دوائر إنتخابية مهمّة لتمثيل هؤلاء في المجلس النيابي لم تشهد ترشيحات مهمّة، كما لا تشهد إقبالاً على الإقتراع ممّا يُرّجح هذه الفرضية، وبدا من النتائج أنّ المجلس المقبل الأقلّ تمثيلاً لهم على مدار الحياة النيابية منذ عشرات السنين.
وفي الوقت الذي أرجعت فيه مصادر إسلامية الأمر إلى مقاطعة الإخوان المسلمين الذين كان يخرج منهم عشرة نواب من أصل فلسطيني على الأقلّ، قللّ المحللون من أهمية هذا التأثير وقالوا إنّ مقاطعة الإسلاميين لم تنتج سوى غياب أربعة بالمائة من نسبة المشاركة في الإنتخابات الماضية، ممّا يؤشر إلى هامشية التأثير، وخصوصاً وأنّ أحداً لا يشكك في نزاهة الإنتخابات وشفافية إجراءاتها.
ومن أهمّ مؤشرات غياب الأردنيين من أصل فلسطيني عن التمثيل النسبي في المجلس غيابهم الكامل عن التمثيل في الدائرة الثالثة في عمان التي تعتبر تاريخياً ذات كثافة سكانية منهم، ولكنّ مصدراً رفيع المستوى أبلغ اللويبدة رأياً مفاده أنّهم يثبتون قوميتهم ووطنيتهم وعدم إنحيازهم بإختيار شخصيات شرق أردنية، ودلّل على رأيه بأنّ رئيس مجلس الأعيان السيد طاهر المصري بدا وكأنّه إنتخب الدكتور ممدوح العبادي حين قال للصحافيين إنّه إنتخب من يشبهه، في إشارة لأنّ العبادي طرح شعار: الوطن للجميع، وأنّ العبادي كان من أعضاء وزارة المصري قبل عشرين عاماً.
على أنّ التأكيد من كلّ المصادر أنّ ما جرى بدا رسالة ضمنية واضحة المعالم لأطراف عديدة خارجية وداخلية مفادها أنّ الوطن البديل ليس في ذهن أحد، وأنّ الأردنيين من أصل فلسطيني لا يزاحمون أحداً على موقع، ولا ينافسون على منصب، بل يعيشون في وطن لن ينسى وطنهم، وهم جزء من شعب لا يمكن أن ينسى فلسطين.
